الخاء الخائفة
- Saud Hassanain
- 13 hours ago
- 1 min read

ماذا إن
توقفت عن الكتابة
وأضعت قلمي
وانتهت الكلمات
وأبت الحروف في الظهور
ماذا إن
لم استطع الشعور
واعتدت الحياة، دون الحاجة للكتابةِ عنها
ماذا إن
توقفت الحياة عن إلهامي
ماذا إن
توقفت..
ماذا أقول؟
ترعبني الفكرة وحدها
وتجعلني أشعر أنني سأخسر أمام الحياة
وأمام نفسي
فأنا سعود
والسعادة هي اسمي
والحياة، تنبثق منّي
إنني الأمل
وإنني الشعور
إنني الشوق والفقد
والحب والفتور
إنني السؤال
والجواب والفاصلة، وما بين السطور
أخاف أن تهزمني الحياة
وأنا سعود
أخاف أن يجف قلمي
فلا أستطيع أن أكتب عنك
ولا عن عينيك، وما بين الثغور
ماذا إن توقفت عن القدرة بأن أكتب ما لا أستطيع لك أن أقول؟
ماذا إن خانني البوح، ولم استطع كتابة الرسالة التي تقول بأنني لم أخنكَ يوماً
بل خانتني الكلمات، وهي الآن التي تقول
أنني لا زلت هنا، ولن استطيع المرور
سوا وأنت معي وفي يدي، ولقلبي النور
سعود؟
أهلاً، نحن الحروف
أتينا إلى هنا جميعاً، حتى الهاء الهاربة، هذه المرة لم تختر الهروب،
لم تستطع تقبل صوت الخاء التي تأتي دائماً في ترددٍ وخوف..
وحتى الحاء الحانقة، أبت أن ألا تأتي إلّا بالحب جميعه وبصوته كل الأشياءِ تقول،
وتلك القاف القاتلة، اختارت القوة في هذه المرة،
القوة التي استمدتها منك ومن الجيم المتربعةَ في جرأتك على التعبير بكل هذا الشعور..
لا تخف، فقد ولدت حرّاً شجاعاً وكأنك الجيم
والياء التي تأتي في أول السطر، برغم أنها الحرف الأخير
لا تخف وأنت المودة في الميم
والرأفة في الراء، والعالم في العين
لا تخف، وأنت السعادة في السين
والواو لكل ما بين..
أهلاً حروفي
شكراً على هذا المجيء المفاجئ
وكأنكم كل ما لدي على هذه الحياة
وكأنكم حروفي فقط، وكأنكم أكثر من ثمانية وعشرين
فالألف معي يمكنها أن تكون الألم.. ويمكنها أن تكون الامتنان
والباء عندما تأتي، يمكنها أن تكون برداً قارساً، ويمكنها أن تكون البيان المنير..
وحتى الخاء برغم كل ما بها من خوف،
لديها الخيار بأن تكون الخجل الذي يعتري وجهك عزيزي القارئ، ولديها الخيار بأن تكون الخير..
كلّ حرفٍ معي، لديه القدرة على التغيير
أأخاف أن أفقد قلمي
وأنا الحرف والكلمة والسطور
والحياة وكل ما بها من شعور
أأخاف أن أفقدني
وأنا الذي في حروفي، وجدتني
وفي حروفي، وجدتك.
Comments