top of page

الطاولة - الجزء الأول




كلّ الأشياء كانت في الارجاءِ تطير

وكلَّ الأفكار كانت في الأماكن تطفو

لم نضعها على الطاولة.. واستمرّينا في جعل هذه الطاولة فارغة سوا من تلك الكاسة الزجاجية الممتلئة لنصفها، مع الوردة اليتيمة الوردية التي بها، والتي لم تمت.. بل مثمرةً وزاهية وكأنها قُطفَت أمس من الحديقة..

توقف الزمان.. والهواء أصبح خانق.. لا أكسجين

الساعة.. دقّاتُ قلبي

والشعور رمادي.. مثل الخبز الذي مضى على اقتنائهِ أسبوعاً ولم يؤكل منهُ أبداً، ولم يذق طعم الجبن والزعتر..

وحان وقت ملئ الطاولة..

فالوردة شارفت على التساقط.. والقلب.. تساقط في الأرجاء أيضاً، حول الطاولة..


تساقطت الصحون الطائرة فجأة، وتناثر زجاجها في أماكن عديدة..

والأفكار سقطت بوزنها في المنتصف..

فامتلئت الطاولة، بمخاوف وقرارات،

وحقيقة أننا لن نستطيع العيش حولها بعد اليوم..

وكأن حولي توقف..

وكأن انقضى حولي وعدت طفلاً صغيراً يخشى الحقائق..

ويريد العيش مع ألعابه فقط.. لا يخوض أحاديث الكِبار.. ولا يهمه ما الذي على تلك الطاولة..

امتلئت الطاولة.. وتساقطت أوراق الوردة.. وقلبي.


1 comentário


Happy
Happy
14 de mai. de 2024

الجزء الأخير ..

الأكثر صدقًا و وضوحًا ⭐️

Curtir

Let me know what's on your mind

Thanks for submitting!

© 2023 by Turning Heads. Proudly created with Wix.com

bottom of page