top of page

بين الشاطئ والأعماق


كيف لمشارعنا أن تأخذنا إلى حيث لا نعلم..

وكيفَ تجرف بنا كل مرةٍ في سيلٍ لا نرى نهايته..


شعورٌ واحدٌ قادراٍ على دفعنا إلى الأطراف

ويتركنا هناك دون أن يعود بنا من حيث أخذنا..


يأتي تيار السيل مرةً أخرى، نقاومه؛ لا نرغب..

فيذهب بنا عند نقطة البداية من جديد..


عندما تتحرك المشاعر

يكون الإنسان في أغرب صوره الحقيقية

لتضعه يومياً في اختبارات، تجعله يتسائل.. إلى أين؟


أحاول الوصول إلى النقطة المشتركة بيني وبين الحياة، لأفهمها

فيأخذني المد مرةً أخرى، إلى أطراف الشاطئ؛

بعد أن تعلمتَ التّنَفُسَ داخِلَ البحرِ والعومَ فيهِ كسَمَكَةٍ تنتمي إلى الأعماق..


في كل مرة يعودُ بِيَ المدُّ إلـى هنا، أُحَاولُ إدراكَ حقِيقَةَ ما نعيشَهُ كل يوم

ويتغير الإدراك أيضاً، مع أن الحقيقة واحدة دائماً..


أحاول أيضاً أن أعرف ماذا سأفعل غداً..

أعلم ماذا سأفعل غداً،

ولكن مالذي سَيَطْرَأُ أيضاً؟ هل من سيلٍ جديد؟


يا صديقي، كل سيلٍ ظننت أنه سيكون الأكبر؛

حتى تأتي موجةً كبيرةً من بعده،

تسحبني وتشدني إلى الداخل

فأعيش في الأعماق مرةً أخرى..


إفهمني جيداً، إنني أهوى الأعماق

وعندما أكون هناك

أشعر أنني لا أريد الرجوع هنا

حيث أنا

على أطراف الشاطئ..


أحياناً أشعر أن ما أقول

ليسَ سهلَ الفِهم

ولا سَهلَ الشُّعور..

بين الأماني والمعاني

التي تتبخر في الهواء،

في كل مرةٍ أصل بها من جديد،

إلى سطح البحر.

169 views

Recent Posts

See All
bottom of page