على سطح كوب قهوة
- Saud Hassanain
- Aug 20, 2023
- 1 min read

ذهبتُ مبكّراً، وكان في انتظاري..
يا لبهجة ناظري، وسرور داري
الدار هو قلبي، وهو قلبي أيضاً؛ ونورَ لَيِلي ونَهَاري..
أهلاً، أنا أتَيتَ، أعلم؛ قبل الموعد، لم أطيق الانتظار أكثر،
أردتُّ أن أراك، فقد بدوت لي دائماً كالحلم، وأنا سئمت الأحلام، وأريد أن أعيشها..
كيفَ تُحِبُّ قهوتك؟ سألني..
كيفَ لكَ أن تكونَ بهذه العذوبة؟ أجبت (في داخلي)
من أين أبدأ؟ أُحَبُّ الحياة، وأُحِبّ أن أعيشها
أُحِبّ الليل، القَمرَ والسَّهَر..
أُحِبُّ الكتابة، وأُحِبُّ أن أكتب عما أحب.. وها أنا أكتُبُكَ اليوم.
ماذا هو اليوم من الأيام؟ آه أعتذر؛ فالأيام بدت تُشبِهُ بعضها وأردت أن أعلم ما هو اليوم، فهو ليسَ كما مضى من الأيام..
كيفَ لحروفِكَ أن تكون بهذا البهاء؟ وكأنّ كلّ حرفٍ تنطقه يسقط إلى داخلي، ويُنبِتُ شجرة.
بحرَ عينيك الواسع الذي أخذني أطفو به، ولا أغرق، فقد سئمت الغرق، وأشعر أنني أطفو أخيراً، هنا..
على سطح عيناك، بل في عمقها، على سطحِ قهوة..
يتضخم الشعور في المرةِ الأولى، ولا يشبه حقيقةَ حجمه،
ما هو حجم الشعور الطبيعي؟
الحجم الذي نشعره، في آخر اليوم، قبل أن ننام..
حسناً، نمت واستيقظت، وما زلت أطفو في عمق عينيك..
ما زلت أرى الأحرف تتساقط من شفتيك..
لازالت الشجرة خضراء، وتنموا..
عن النمو، رأيت نفسي، أنمو أيضاً، داخلك
لم يتهيأ لي.. رأيتني أيضاً، على سطح كَوبِك..
كيفَ كانَ النّهم، بغير جشع
كيف كان الحزن، بغير ألم
كيف كان الوقت، بغير ساعة
كيف وكيف وكيف..
كيفَ لكَ أن تكون هكذا، بهذا الكمال..
كيفَ تغَيَّرَ مفهومَ الكمال يومها، على سطح كوبِ قهوة..
كيفَ للقهوةِ هذه القدرة
أن تبدأ القصص بها، وتنتهي
أن تفيض أمامها المشاعر، وتزدهي
أن تأتي بكل هذه المفردات، في نَصٍّ واحد..
وأن يكونَ هذا النص، هو أنت.
Comments