عن الحياة والأمل والخير
- Saud Hassanain
- 4 days ago
- 2 min read

ينبعث الأمل إلى قلوبنا فجأةً، فتصبح الحياة في أعيننا ملوّنة، ونرى أن هنالك ما يستحق أن نَكمِل سيرنا لأجله، ذلك السبب الذي لطالما
كان حيًّا بنا، نعود إليه تارةً فيثقلنا، وفي المرات الأخرى جميعها إلى الأمام يدفعنا، فنسعى ونمضي، ونعطي ونعطي، نضع الحدود ونصحح السير والمسار، ونتبيّن الهوى الذي كاد بنا يهوي، فتنكشف الصورة الحقيقية له أمام أعيننا، فيصبح بلا قيمة، وكل ما كان به من خصالٍ رأيناها عظيمة، هي خصالنا نحن وليس هو، فالهوى يأخذنا إلى هاوية الشيء، والهاوية حيث الوقوع، وهذا يتنافى كل التنافي مع الحب، فالحب يأخذنا إلى كل ما قد يوصلنا إلينا، إلى حقيقتنا الكامنة في قلوبنا، إلى العُلِّو والأعلى، هو ذلك السبب الذي لطالما كان حيًّا بنا، الجوع لعيش أياماً سعيدةً أكثر، والجوع بأن نجعل كلّ من نحب راضٍ ومطمنئن، الجوع للمحاولة والمحاولة، بخلق لحظات تملأنا بكلّ ما هو خير، فالحياة بكل صعوباتها خير، وبكل لحظاتها خير، وبكل نجاحاتها وفشلها خير، إنها الحياة، والحياة لا يمكننا سوا أن نحياها ونحيى بها، سوا أن تكون حياةً كذلك الوجه الذي كلما رأيناه قلنا "يا لهذا الوجه المليء حياةً"، وكتلك النفس التي كلّما حضرت جعلت قلوبنا حيّةً من جديد، وذلك الحب الذي عندما عشناه وكأننا ملكنا الحياة بكلّ ما فيها، فالحياة أن تحيى، وأن تحيى هو أن تظل شاعراً بالأملِ منكَ منبثقاً، أن تعيشَ لليومِ الجديد والغد السعيد، تخطئ وتعود إلى الصواب، على أملٍ بأنك لن تعود إلى ذلك الخطأ مجدداً، مع يقينك بالله الغفور الرحيم، خالقنا وخالق الحياة والحب، رب الحب وربي ورب الحياة، فبالحب تتعلم عن الله، وبه تسمو النفس إلى أعلى مراحل الوجود، فنشعر بقيمتنا كأشخاص، وبأهمية قلوبنا لدى من نحب، والله هو من نحب، وإن عبر القلبُ في ضيقِ المعاناة، فالحب هو النور الذي يضيء ذلك الضيق ويأخذنا إليه أخيراً، وآخر الطريق.
الحب هو الطريق.




Comments