top of page

ولم تأخذك معك


بعدَ الغِياب

لم تَغِيب..

تعيشُ في داخلي،

كما القريب..


أتذكرك بينَ حينٍ وأُخرى،

أو كُلَّ حين..

لا أعلم؛ هل هو الحب، أم الحنين..


عن الحب، تغيَّر مَفهُومهُ في داخلي.

عن الحنين، أعدْتُ تشكيله في ناظري.


أحمِلُكَ معي، أينما حللت..

أترُككَ في الأماكن،

فتظهر بعدها على هيئات عديدة..

حتى موقفاً صغيراً؛

يعود بي إليك..


ظَنَنْتُ أنني نَسَيْت

أو أنني تَخَطّيت..


لم أنسى؛ تَنَاسَيْت

وفي داخلِي؛ يبدوا أنّكَ بَقَيت..


لم يَكُنَ البقاءَ خياراً

ولم يكنَ الرحيل..


كانَ البقاءَ خياراً،

وكانَ الرّحيل؛ الخِيارَ الوَحِيد..


ولكنّكَ بَقَيت، ولم ترحَلَ مِنّي..

بَل أَشعُرَ بِكَ فِي دَمًي، تسري،

وكأنك جزءاً لا يتَجزأَ من جسدي..


أُرِيدُ أَن أَنساك..

فقد سَئِمتُ العيشَ على ذِكرَاك

فقد سَئِمتُ وجودِكَ فِي كُلِّ شيء..

فقد سَئِمتُ وجودِكَ على هيئةِ أَشياء..


أشياءٌ مختلفة؛

ليست أنت،

وكأنها أشلاءً منك

تحيطُ بي، من كل مكان،

لتَستَمِرُّ في تذكيري بك، ..


هل هي الأشياء.. أم أنا الذي أراك بها؟

لا، إنّه أنت، تحجّمتَ في داخلي بهذا الشكل،

ورحلت ولم تأخذَكَ معك،

ولم تأخذني معك..


فبقيتُ وحدي هنا،

أنا، وأنت، والأشياء.





Comments


Let me know what's on your mind

Thanks for submitting!

© 2023 by Turning Heads. Proudly created with Wix.com

bottom of page