top of page

فوضى المشاعر التي تعترينا

نعيشُ أيامنا كل يومٍ بشكل مختلف.. في خوضِ مشاعرَ مختلفة أيضاً

بين هشاشةِ المشاعر، ومحاولة فهمها.. وأيضاً الحفاظ على حدود الدين وأحك

امه خلال عيشها..

عن درجات الشعور، والأمراض النفسية وأسبابها، تداعي في الاكتئاب والقلق ومحاولة فهم أسبابهم..

تضج مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأيام بمحتويات تثقيفية عن الصحة النفسية وأمراضها على مستويات مختلفة، فأصبح الجميع يشعر أنه لديه الصلاحية بالتشخيص، وأيضاً أن الجميع بات يشعر بأنه مصاب باكتئاب، وهذا أمرٌ وارد، ولكن الجُمَل والكلمات وحدها التي تقرأها لا تكفي بأن تشخص حالتك النفسية وتشعر أنك مصاب بالاكتئاب.

لا أحد أعلم من الإنسان عن نفسه بقدره، وأيضاً؛ لا أحد قادر على تغيير فكر الشخص كقدرته هو على ذلك، لذلك من الأفضل أن تفهم وتحلل شعورك وأفكارك، اسأل وتسائل، ابحث عن الأجوبة ونوع أيضاً في مصادرها، لأننا كبشر نعيش في رحلة مليئة بالاسئلة والتساؤلات، وهذه التساؤلات لن تنتهي ما دمنا نعيش.. 

وجود المعلومات بوفرة يجعلنا نعي بوجودها، ونعي أيضاً بالمعطيات العلمية من أشخاص فنو حياتهم في هذا المجال، فبالتالي يفتح لنا آفاق معرفية جديدة ومتنوعة عن الجهاز النفسي للإنسان، فالمعرفة هي المفتاح الذي يجعلك تفتح الأبواب المناسبة لك شخصياً.

ما هي الدوافع وما هو الشعور؟ عن ماذا تشعر اليوم وكيف تصفه أيضاً..


أحاول دائماً من ناحيتي أن أفهم مشاعري.. أن أحللها وأفهم أسبابها

كثير التفكير أنا وأضع كل شيء في الحسبان، والحسبان يكون متغير على حسب تمركزي في الحياة

أتسائل أحياناً، هل الذين عاشوا في العصور الماضية كانوا يخوضون مع مشاعرهم كما نحن اليوم؟

هل الحب في الماضي كشعور كما نحن نحب اليوم؟ 

هل الوحدة هي نفس الوحدة؟

عندما أتفكر في الموضوع، أجد أن القصص اختلفت على مدار السنين، وفي كل عصر يختلف السيناريو الخاص بالإنسان الفرد في طريقةِ عيشه، حتى تركيبته الجسدية واحتياجاته تختلف.. عدا شيئاً واحد.. لم يختلف على مدار الأزمان..

الإنسان في العلاقات والشعور.. طريقة حاجته للإنسان الآخر، طريقة مشاعره وتكوّنها داخله..

ربنا عز وجل عندما خلقَ الإنسان وضع به جميع الصفات والتركيبات منذ الأزل وحتى الموجودة الآن في الرضيع الذي ولد في هذه اللحظة في المستشفى المجاورة لك، وفي هذا التفسير نستوعب أننا كبشر لم نختلف منذ الأزل في تركيبتنا، ولكن، نختلف في درجة هذه التركيبة والعوامل التي أثرت عليها..


حسناً، أول تفسير لدينا اليوم:

تركيبتنا في الشعور كبشر لم تتغير من الأزل، ولكن تختلف هذه التركيبة في طريقة العيش والنشأة حتى تتشكل بالطريقة والبرمجة التي نصبح عليها عند البلوغ، وتستمر بالتغير على مدى تجاربنا ومعرفتنا خلال الحياة.


إذن، هذا التفسير يجعلنا نعي أن طبقاتنا الشعورية الداخلية مختلفة، ولكن جميعاً نمتلك نفس أنواع المشاعر.

فالحزن واحد، وثقله واحد.. ودرجاته تتفاوت على قدر المساحة النفسية التي تتضرر داخلنا من خلاله.

ولكن، لماذا خُلق الحزن؟ لماذا وضعه ربنا عز وجل داخلنا؟ عندما نعود بالقصص، نعي أن في الحزن تحرر.. وفي الألم أجوبة، وتقديراً لما نملك من خير وحب.


أظن أنني أكتفي لهذا اليوم عن الحديث والكتابة في هذا الموضوع، ولكن أظن أنني ما دمت أشعر، سأظل أتفكر وأتسائل، أقرأ وأبحث عن المشاعر، فهي بالنسبة لي من أكثر الأشياء التي تستحق التفكر، لأنها ليست ملموسة، ولا تقاس أيضاً بالعين المجردة، ولكن هي أكثر ما يشغل الإنسان طوال حياته.

68 views

Recent Posts

See All
bottom of page